Friday, April 3, 2009

سيدنا عمر بن الخطاب ونزعه لحجاب الإماء

اشتهر عن سيدنا عمر بن الخطاب أنه كان إذا رأى أمة مسلمة مرتدية الحجاب في محاولة منها للتشبه بالحرائر من النساء المسملمات فإنه كان ينزع عنها خمارها حتى يظهر شعرها ويدها ورأسها. ٠

وكان الفقهاء القدماء يستندون إلى واقعة سيدنا عمر للتدليل على صحة هذا التفريق بين الحرائر والإماء لأنه - أي سيدنا عمر بن الخطاب - فهم المقصد الأصلي من تشريع الحجاب، وهي ضرورة التمييز بين الحرة والأمة لعلة اجتماعية فرضتها الظروف الاجتماعية والحضارية وقتها، وليس لانه شعيرة دينية، ولو كان شعيرة دينية لما اجترأ صحابي مثل سيدنا عمر على فرض من فروض الله !!!٠

والجدير بالذكر أن واقعة سيدنا عمر مع نزع حجاب الإماء نجدها مذكورة سواء في تفاسير القرآن، أو في كتب الحديث، أو في كتب الفقه على اختلاف مذاهبها، ولم ينكر أحد على سيدنا عمر ما كان يفعله، والسؤال المطروح، هل كان هؤلاء الفقهاء القدماء هم ايضا جاهلون بأن الحجاب فريضة ؟؟؟!!!٠

وهذه بعض المصادر التي تذكر ما كان يقوم به سيدنا عمر بن الخطاب من نزع حجاب الإماء إن ارتدينه في محاولة منهن للتشبه بالحرائر. ٠

*********************************************

أولا: في تفاسير القرآن: ٠

ألف: ٠

وَكَانَ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ إِذَا رَأَى أَمَة قَدْ تَقَنَّعَتْ ضَرَبَهَا بِالدِّرَّةِ، مُحَافَظَة عَلَى زِيّ الْحَرَائِر . ٠

تفسير القرطبي سورة الأحزاب آية 59

=============================================

باء: ٠

وقوله تعالى : { ذلك أدنى أن يعرفن } أي على الجملة بالفرق حتى لا يختلطن بالإماء ، فإذا عرفن لم يُقابلن بأذى من المعارضة مراقبة لرتبة الحرية ، وليس المعنى أن تعرف المرأة حتى يعلم من هي ، وكان عمر إذا رأى أمة قد تقنعت قنعها الدرة محافظة على زي الحرائر، وباقي الآية ترجية ولطف وحض على التوبة وتطميع في رحمة الله تعالى. اهـ . ٠

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ـ ج13/ 99 ، 100: تأليف أبي محمد عبدالحق بن غالب ابن عطية الأندلسي الغرناطي الحافظ القاضي، المتوفي 546 هـ

**********************************************

ثانيا: من كتب الحديث

أولا: عن أنس بن مالك قال : كنا إماء عمر يخدمننا كاشفات عن شعورهن يضرب ثديهن

الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي، الجزء الثاني، صفحة 227

=============================================


ثانيا: دخلت على عمر بن الخطاب أمة قد كان يعرفها لبعض المهاجرين أو الأنصار وعليها جلباب متقنعة به فسألها عتقت قالت لا قال فما بال الجلباب ضعيه عن رأسك إنما الجلباب على الحرائر من نساء المؤمنين فتلكأت فقام إليها بالدرة فضرب بها رأسها حتى ألقته عن رأسها

الراوي:أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر:إرواء الغليل- الصفحة أو الرقم:6/204
خلاصة حكم المحدث:صحيح على شرط مسلم

=============================================

ثالثا: رأى عمر أمة عليها جلباب فقال : عتقت ؟ قالت : لا ، قال ضعيه عن رأسك ، إنما الجلباب على الحرائر ، فتلكأت فقام إليها بالدرة ، فضرب رأسها حتى ألقته

الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الدراية - الصفحة أو الرقم: 1/124

=============================================

رابعا: خرجت امرأة مختمرة متجلببة ، فقال عمر رضي الله عنه : من هذه المرأة ؟ فقيل له : هذه جارية لفلان رجل من بنيه ، فأرسل إلى حفصة رضي الله عنها ، فقال : ما حملك على أن تخمري هذه الأمة وتجلببيها وتشبهيها بالمحصنات ، حتى هممت أن أقع بها لا أحسبها من المحصنات ، لا تشبهوا الإماء بالمحصنات
الراوي: صفية بنت أبي عبيد المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 2/226
خلاصة حكم المحدث: صحيح

=============================================

خامسا: اخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد، أنبأ على بن محمد الزبير الكوفي، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة قال: حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن جده أنس بن مالك قال: كن إماء عمر رضي الله عنه يخدمننا كاشفات عن شعورهن تضرب ثديهن.

قال الشيخ : والآثار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك صحيحة، وأنها تدل على أن رأسها ورقبتها وما يظهر منها في حال المحنة ليس بعورة (السنن الكبرى للبيهقي ... ج 2 - ص 321) تحقيق محمد عبد القادر عطا - دار الكتب العلمية بيروت لبنان


*******************************************

ثالثا: من كتب الفقه: ٠

ألف: ٠

من كتاب "الاختيار لتعليل المختار" (وهو أحد أهم كتب المذهب الحنفي) ، تأليف عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي، الجزء الرابع صفحة 156: ٠

.وعن ابن عمر رضي الله عنه أنه إذا كان رأي أمة مختمرة ألقى خمارها وقال لها: يا لكاع لا تتشبيهين بالحرائر

=============================================

باء: ٠

والحجاب مختص بالحرائر دون الإماء كما كانت سنة المؤمنين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه أن الحرة تحتجب والأمة تبرز وكان عمر رضي الله عنه إذا رأى أمة مختمرة ضربها وقال أتتشبهين بالحرائر أي لكاع فيظهر من الأمة رأسها ويداها ووجهها .٠

مجموع فتاوى ابن تيمية » الآداب والتصوف » تفسير سورة النور الجزء الخامس عشر ص 372


=============================================

جيم: ٠

قال ابن قدامة (أحد أهم فقهاء المذهب الحنبلي) في المغني: ٠

وصلاة الأمة مكشوفة الرأس جائزة هذا قول عامة أهل العلم . لا نعلم أحدا خالف في هذا إلا الحسن، فإنه من بين أهل العلم أوجب عليها الخمار إذا تزوجت، أو اتخذها الرجل لنفسه، واستحب لها عطاء أن تقنع إذا صلت , ولم يوجبه .٠

ولنا أن عمر رضي الله عنه ضرب أمة لآل أنس رآها متقنعة ، وقال: اكشفي رأسك، ولا تشبهي بالحرائر . وهذا يدل على أن هذا كان مشهورا بين الصحابة لا ينكر ، حتى أنكر عمر مخالفته كان ينهى الإماء عن التقنع

قال أبو قلابة : إن عمر بن الخطاب كان لا يدع أمة تقنع في خلافته، وقال : إنما القناع للحرائر ( المغني : 1/351 )٠

No comments:

Post a Comment

نحن هنا نبحث عن الحقيقة ولسنا في عراك، فمن كان يبغي العراك فأدعوه إلى مغادرة المدونة، أما من كان راغبا في البحث عن الحقيقة فأهلا وسهلا به مهما اختلف معنا في الرأي، طالما التزم بثقافة الاختلاف وآدابها. 0