Monday, March 15, 2010

الاحتشام وليس الحجاب، هكذا كانت المسميات الصحيحة قبل هجمة الفقه الوهابي علينا أو لماذا غاب صوت السيد سابق



الشيخ السيد سابق أحد أبرز علماء الأزهر، وهو من خريجي كلية الشريعة وكان على اتصال بالإمام حسن البنا، وعضوًا في جماعة (الإخوان المسلمين) منذ ان كان طالبًا. شغل الشيخ السيد سابق منصب مدير إدارة الثقافة في وزارة الأوقاف في عهد وزير الأوقاف المعروف الشيخ أحمد حسن الباقوري.

في عام 1413هـ (1992 م) حصل الشيخ على جائزة الملك فيصل في الفقه الإسلامي. وفي يوم 27/2/2000 م توفى الشيخ السيد سابق عن عمر ناهز 85 سنة.

ولذا ما يكتبه هذا الرجل ليس بمطعون في صدقيته وله قيمة فقهية لا يستطيع أحد التشكيك فيها.

تعالوا نقرأ ما كتبه السيد سابق في كتابه الذي كان الكتاب الأشهر في فقه السنة ويحمل نفس الاسم "فقه السنة". كتب هذا الجزء من كتاب فقه السنة للشيخ السيد سابق ربما في عام 1963 أو 1964، أي بعيد إلغاء الرق في السعودية في عام 1962، أي في وقت كان الفقه المصري لم يقع بعد تحت تأثير الفقه الوهابي الذي بدأ يوطد أقدامه في مصر على أثر توافد العمالة المصرية ورجال الدين المصريين على السعودية في السبعينيات وهو التأثير الذي بلغ قمته مع بداية الثمانينات 0

كتب السيد سابق حيث ذكر تحت عنوان "التبرج" (الجزء الثاني ص 134 فما بعدها) يقول: 0


وإذا كان اتخاذ الملابس لازما من لوازم الإنسان الراقي ٬ فإنه بالنسبة للمرأة ألزم ٬ لأنه هو الحفاظ الذي يحفظ عليها دينها وشرفها وعفافها وحياءها. وهذه الصفات ألصق بالمرأة ٬ وأولى بها من الرجل ٬ ومن ثم كانت الحشمة أولى بها وأحق. إن أعز ما تملكه المرأة ٬ الشرف ٬ والحياء ٬ والعفاف ٬ والمحافظة على هذه الفضائل محافظة على إنسانية المرأة في أسمى صورها ٬ وليس من صالح المرأة ٬ ولا من صالح المجتمع أن تتخلى المرأة عن الصيانة والاحتشام ...0


(الاحتشام !!!!!!!!!!!، لا حجاب ولا فريضة ، بل فقط الاحتشام !!!!!!0)


ثم يكمل الشيخ قائلا تحت عنوان "سبب هذا الانحراف" : 0

قد سبب الجهل والتقليد الأعمى الانحراف عن هذا الخط المستقيم ٬ وجاء الاستعمار فنفخ فيه وأوصله إلى غايته ومداه٬ وأصبح من المعتاد أن يجد المسلم المرأة المسلمة متبذلة ٬ عارضة مفاتنها ٬ خارجة في زينتها ٬ كاشفة عن صدرها ونحرها وظهرها وذراعها وساقها . ولا تجد أي ٬ غضاضة في قص شعرها ٬ بل تجد من الضروري وضع الأصباغ والمساحيق والتطيب بالطيب واختيار الملابس المغرية وأصبح " لموضات " الأزياء مواسم خاصة يعرض فيها كل لون من ألوان الإغراء والإثارة . وتجد المرأة من مفاخرها ٬ ومن مظاهر رقيها أن ترتاد أماكن الفجور والفسق والمراقص والملاهي ٬ والمسارح والسينما ٬ والملاعب والأندية والقهاوي . وتبلغ منتهى هبوطها في المصايف وعلى البلاج . وأصبح من المألوف أن تعقد مسابقات الجمال تبرز فيها المرأة أمام الرجل ٬ ويوضع تحت الاختبار كل جزء من بدنها ٬ ويقاس كل عضو من أعضائها على مرأى ومسمع من المتفرجين والمتفرجات ٬ والعابثين والعابثات . وللصحف وغيرها من أدوات الأعلام ٬ مجال واسع في تشجيع هذه السخافات ٬ والتغرير بالمرأة للوصول إلى المستوى الحيواني الرخيص ٬ كما أن لتجار الأزياء دو خطيرا في هذا الإسفاف . انتهي كلام السيد سابق

وربما من المفيد أن نتوقف عن تلك العبارة: 0

*******************************************************************
فأصبح من المعتاد أن يجد المسلم المرأة المسلمة ٬ متبذلة ٬ عارضة مفاتنها ٬ خارجة في زينتها ٬ كاشفة عن صدرها ونحرها وظهرها وذراعها وساقها . ولا تجد أي غضاضة في قص شعرها

*******************************************************************

كما يظهر من هذا المقطع فإن الشيخ لم يستنكر كشف المرأة لشعرها، بل استنكر فقط فيما يخص شعر المرأة أن تقوم بقص شعرها بشكل مبالغ فيه.

ولو كان ستر الشعر من بين واجبات فقه المرأة كما يعرضه الشيخ السيد سابق لما تردد الشيخ في ذكر الشعر من بين ما ذكره مما كانت المرأة تكشفه وكان مثار انتقاده ٬ ولكنه سكت عن الشعر تماما ٬ لأنه كان يعرف جيدا أن ستر الشعر بالخمار أو غيره كان معللا بعلة وجود الإماء والرق وقد انتفى الحكم لانتفاء علته، خصوصا أن الشيخ سيد قطب، فقيه جماعة الأخوان المسلمين التي كان ينتمي إليها الشيخ السيد سابق في شبابه قال بهذا الأمر صراحة سببا في نزول آية "أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" في تفسيره - أي سيد قطب - المعروف باسم "في ظلال القرآن" !!!!!!!!!!!!!!!!! 0

بالمناسبة من يقرأ الصفحات التي قبل هذا الموضوع من كتاب الشيخ السيد سابق سيجد أن الشيخ يسمي الأشياء بأسمائها فتجده يتحدث عن الاحتشام دون أن يستعمل مرة واحدة كلمة "فريضة" أو "حجاب" على النحو الذي عهدناه بعد ذلك في مطلع الثمانينات. الرجل يتحدث إذن بشكل لا لبس فيه عن الاحتشام والحياء ٬ ولم يحدد مواصفات "الزي الشرعي" الذي يجب على المرأة ارتداءه ٬ ولم يشر إلى ستر الشعر في أي موضع من كتابه بكلمة واحدة اللهم إلا في الصلاة – لأن الصلاة طقس تعبدي – ، مع أنه استشهد بنفس الآيات التي يستشهد بها فقهاء الحجاب اليوم - ولم يذكر في أي صفحة من صفحات كتابه أن "الحجاب" فريضة ٬ كما يحدث اليوم ٬ وهو أمر لم يبدأ إلا على يد الفقهاء الوهابين بعد إلغاء الرق ٬ وكل ما طالب به الرجل المرأة في كتابه إنما كان يصب في باب الاحتشام ٬ وهو الباب الذي لا يطالب أحد بغلقه !!!!!!!!!!! 0


No comments:

Post a Comment

نحن هنا نبحث عن الحقيقة ولسنا في عراك، فمن كان يبغي العراك فأدعوه إلى مغادرة المدونة، أما من كان راغبا في البحث عن الحقيقة فأهلا وسهلا به مهما اختلف معنا في الرأي، طالما التزم بثقافة الاختلاف وآدابها. 0