Thursday, April 2, 2009

هل الإماء كلهن في النار؟؟؟!!!

من يقرأ في "الصحيح" و"المعتبر" من كتب الفقه الإسلامي سيعرف أن عورة المسلمة الأمة أمام كل أحد كان لدى جمهور العلماء مثل عورة الرجل، أي ما بين الركبتين والسرة، وهو ما يعني بداهة أن الأمة لم تكن مكلفة بتغطية شعرها على أقل تقدير، وللتدليل على هذا أقدم ملخصا لرأي المذاهب الأربعة في عورة الأمة من الكتاب العمدة لكل مذهب فقهي، مع ذكر اسم المؤلف واسم الكتاب ورقم الصفحة لمن يريد التأكد من صحة ما ورد في تلك الكتب الفقهية الأهم والأشهر من كل مذهب من المذاهب الأربعة الشهيرة: ٠

رأي المالكية: وعلى هذا فيرى الرجل من المرأة - إذا كانت أمة - أكثر مما ترى منه لأنها ترى منه الوجه والأطراف فقط، وهو يرى منها ما عدا ما بين السرة والركبة، لأن عورة الأمة مع كل واحد ما بين السرة والركبة كما مر. ٠

الشرح الصغير على أقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك لأبي البركات الدردير، الجزء الأول، ص 290

-------------------------------------------------------------------------------------------------
رأي الحنابلة: عورة رجل ومن بلغ عشرا وأمة وأم ولد ومكاتبه ومدبرة ومعتق بعضها وحرة مميزة ومراهقة من السرة إلى الركبة وليسا من العورة وابن سبع إلى عشرة الفرجان وكل الحرة البالغة عورة إلا وجهها فليس عورة في الصلاة

الروض المربع لمنصور بن يونس بن صلاح، باب شروط الصلاة
-------------------------------------------------------------------------------------------------
رأي الحنفية: وينظر من ذوات محارمه وأمة الغير إلى الوجه والرأس والصدر والساقين والعضدين والشعر

الاختيار لتعليل المختار لعبد الله بن محمود بن مودود الموصلي، الجزء الرابع، صفحة 155
-------------------------------------------------------------------------------------------------
رأي الشافعية: وأما الأمة ففيها وجهان: أحدهما أن جميع بدنها عورة إلا موضع التقليب وهي الرأس والذراع لأن ذلك تدعو الحاجة إلى كشفه وما سواه لا تدعو الحاجة إلى كشفه، والثاني وهو المذهب أن عورتها ما بين السرة والركبة !!!٠

المهذب في فقه الإمام الشافعي لأبي اسحق الشيرازي، ص 96
-----------------------------------------------------------------------------------------------
-قال الشيخ أبو حامد وغيره : وأجمع العلماء على أن رأس الأمة ليس بعورة مزوجة كانت أو غيرها إلا رواية عن الحسن البصري أن الأمة المزوجة التي أسكنها الزوج منزله كالحرة والله أعلم

المجموع شرح المهذب » كتاب الصلاة » باب ستر العورة » عورة الرجل، ص 175 وما بعدها

------------------------------------------------------------------------------------------------

على الناحية الأخرى عندما تسأل أحد أنصار الحجاب عن عقوبة تاركة الحجاب عمدا، سواء في الدنيا أو في الآخرة أو في كليهما؟؟؟؟؟ فستجده يستشهد بحديث صحيح "يتيم" من بين آلاف الأحاديث الصحيحة في الإسلام لا يوجد غيره عندهم يلوون عنقه ليا لتحقيق مرادهم من العثور ما يثبت عقوبة "سافرة الشعر" وهو الحديث الذي يقول: ٠

صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ٠

وهم يستندون إلى عبارة "رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة" في تقرير عقوبة سافرة الشعر وبأنها خالدة مخلدة في النار !!!٠

قال الإمام النووي رحمه الله في (رياض الصالحين) في شرح الحديث المذكور في باب: (تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال في لباس وحركة وغير ذلك)، قال: ٠

معنى كاسيات: أي من نعمة الله عاريات من شكرها. وقيل: معناه: تكشف بعض بدنها وتستر بعضه إظهاراً لجمالها، وقيل معناه: تلبس ثوبا رقيقا يصف بدنها. ومعنى مائلات: أي عن طاعة الله وما يلزمهن حفظه، ومعنى مميلات: أي يعلمن غيرهن فعلهن المذموم. وقيل مائلات: متبخترات مميلات لأكتافهن. وقيل: مائلات أي يمشطن المشطة الميلاء، وهي مشطة البغايا. ومميلات: يمشطن غيرهن تلك المشطة. ومعنى رءوسهن كأسنمة البخت: أي يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة، أو عصابة، أو نحوها. ٠

والحديث - كما يبدو لأي من عنده بعض النظر - لا يعنى بستر الشعر أو حجبه، لأنه لو كان يٌعنى فقط بمجرد "كشف الشعر" فعلا لما كان هناك حاجة لوصف الشعر وصفا إضافيا يفسر لنا نوعية "التسريحة" غير المقبولة وهي كما يفهم من الحديث التسريحات المبالغ فيها والمستفزة لأعين الناس وارتبط بهذا أيضا ارتباطا وثيقا مظهرا "ثيابيا" و"سلوكيا" مستفزا للأعين أيضا عبر عنهما بالكاسيات العاريات المائلات المميلات، والدليل علي ارتباط تلك الأوصاف ببعضها البعض ارتباطا وثيقا هو أنها لم يفصل فيما بينها بأي من روابط العطف مثل "و" أو "أو" بحيث يفهم أن تلك الصفات هي وحدة واحدة وأن المقصود بها هي الخلاعة والميوعة في السلوك والابتذال في الملبس، وليس مجرد كشف الشعر. ٠

كما أنه هناك عدة أسئلة بسيطة تطرح نفسها: ٠

أولا: لو كان الحديث معني بتبيان عقوبة "سافرة" الشعر فحسب، فهل كان الفقهاء سيتسامحون في "كشف" الأمة لشعرها ؟؟؟

ثانيا: ما ذنب الأمة – التي حرمها الفقهاء من "شرف" تغطية الشعر لتتعرض لهذا العقاب القاسي لمجرد أن شعرها كان "مكشوفا" رغما عنها، وليس بإرادتها ؟؟؟

ثالثا: هل يتحمل الفقهاء الذين فرقوا بين عورة الحرة وعورة الأمة – وهم الأكثرية الساحقة في الفقه الإسلامي لدرجة تجعل من الفقهاء الذين قالوا بتساوي عورة الحرة مع الأمة في حكم النادر الفقهي والنادر لا حكم له كما هو معروف في الفقه – هل يتحمل هؤلاء الفقهاء ذنب تلك الأمة و"يتلسوعون" بالنار بدلا من الأمة المسكينة يوم القيامة ؟؟؟!!! ٠

 رابعا: هل كل الإماء بالتالي في النار بحسب زعم أنصار الحجاب فقط لأن شعرهن كان مكشوفا؟؟؟

No comments:

Post a Comment

نحن هنا نبحث عن الحقيقة ولسنا في عراك، فمن كان يبغي العراك فأدعوه إلى مغادرة المدونة، أما من كان راغبا في البحث عن الحقيقة فأهلا وسهلا به مهما اختلف معنا في الرأي، طالما التزم بثقافة الاختلاف وآدابها. 0